أخبار وطنية ماذا يحدث في الادارة العامة للديوانة: قوى نافذة تتستّر عن الـملفات السـاخـنـة
في ظرف لم تتجاوز مدته 4 سنوات، تم تعيين 8 مدراء عامين على رأس الادارة العامة للديوانة وبعد كل فترة وجيزة لا تتعدى أشهرا قليلة، تتم اقالة مدير عام ويعوّض بمسؤول آخر، ليُطرد بدوره وهكذا دواليك.
وقرر رئيس الحكومة الحبيب الصيد، تعيين مدير عام جديد على رأس الادارة العامة للديوانة ليكون رقم 8 في فترة زمنية لم تتجاوز 4 سنوات حيث عرفت المؤسسة الديوانية أصعب فتراتها، إذ تغلغلت مافيا التهريب داخل الموانئ البحرية والمعابر الحدودية وكبّدت ميزانية الدولة والمؤسسات الخاصة خسائر ضخمة فاقت 400 مليار بسبب التجارة الموازية التي تغذت بالانفلات الأمني الذي عرفته تونس في السنوات الأخيرة.
6 مديرين أصحاب نفوذ يسيّرون القطاع!
وحول هذا الاشكال الذي لفّه الغموض، كشف رئيس نقابة ضباط الصف بالديوانة رضا النصري في تصريح لأخبار الجمهورية، أن هناك أطرافا صلب الادارة العامة للديوانة تسعى الى تهميش السلك، مضيفا أن منهم 6 مديرين أصحاب نفوذ، يسيّرون القطاع وفق ارادتهم ونفوذهم، وهم السبب في الاقالات المتتالية للمديرين العامين.
واعتبر النصري أن هؤلاء الاطارات والمديرين المساعدين تغلغلوا داخل الادارة وأتوا عديد التجاوزات صلبها ولم تتم محاسبتهم قانونيا على جملة التجاوزات التي اقترفوها في حق المؤسسة.
وقال رضا النصري إن هؤلاء يطوّقون المدير العام بالأخبار الزائفة ويعتّمون عنه الملفات الحساسة والمطالب العاجلة لأعوان الديوانة وغيرهم من الموظفين، حتى لا تُمس مصالحم ونفوذهم ولكي لا تُكشف ملفات الفساد الّتي تواطؤوا فيها، على حد تعبيره.
المدير العام الجديد سيكون مصيره كسابقيه
واعتبر رئيس نقابة ضباط صف الديوانة أنه مع كل تولي مدير جديد لمنصبه تعود الاشكالات العالقة الى النقطة الصفر وتغلق الملفات الشائكة والحساسة، مضيفا أن هناك أيادي خفية تتتعمد تعطيل القطاع، فضلا عن تعطيلهم للقوانين والتشريعات التي من شأنها أن تصلح القطاع ككل. وطالب محدّثنا وفق هذا الأساس، أنه كان من المفروض على سلطة الاشراف إبعاد كل من يكون حجرة عثرة في طريق اصلاح القطاع واعادة هيكلته.
وفي ذات السياق، أكّد النصري أن المدير العام الذي عيّنه الصيد على رأس الادارة العامة للديوانة لن يستمرّ طويلا في منصبه، لأنّه وككلّ المديرين السابقين، سيجد نفسه في عزلة وعاجزا عن ممارسة صلاحياته ومهامه، في ظلّ وجود اطارات فاسدين في نفس الادارة، على حد قوله.
سلك الديوانة يعيش حالة غليان وسيصعّد اذا..
ودعا رئيس نقابة ضباط الصف بالديوانة في تصريحه لأخبار الجمهورية، الى توفير المعدات اللوجستية للحرس الديواني وزيادة المستحقات المالية المتعلقة بالساعات الاضافية التي لم تحيّن منذ ثمانينات القرن الماضي، من أجل مزيد السيطرة على المعابر الحدودية ومواجهة المهرّبين، الذين تطوّرت معداتهم وقدراتهم في تهريب البضائع وحتى الأسلحة الى التراب التونسي، مؤكدا أنه يجب على ادارة الديوانة والسلطات المعنية تدارك كل النقائص للحرس الديواني.
وذكر النقابي أن سلطات الاشراف تمتنع عن عقد اجتماعات مع نقابات أعوان الديوانة ولا تصغي لمطالبهم المهنية، وهو ما دفع بالأعوان الى التشكيك حتى في مصداقية التعيينات على رأس ادارة الديوانة.
وأكّد النصري أنه طالما لم تكن هناك إرادة سياسية لاصلاح القطاع واعادة هيكلته، فإن النقابة المذكورة ستقوم بالتصعيد إلى أن ترضخ السلطة لمطالبهم.
نضال الصيد